تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: ٣٩ - ٤٠]، فأرسل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى عمر وقال: قد أنزل اللَّه تعالى فيما قلت، وقوله تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} الآية [النساء: ٦٥]، وقصته أنه اختصم رجلان إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب، فأتيا إليه، فقال الرجل: قضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على هذا، فقال: ردنا إلى عمر، فقال: أكذلك؟ قال: نعم، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما، فخرج إليهما مستلًّا عليه سيفه فضرب الذي قال: ردنا إلى عمر، فقتله، فأنزل اللَّه تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}[النساء: ٦٥]، فأهدر دم الرجل وبرئ عمر من قتله، وكذلك آية الاستئذان في الدخول، وذلك أنه دخل عليه غلامه وكان نائمًا، فقال: اللهم حرم الدخول، فنزلت آية الاستئذان، وقوله في اليهود: إنهم قوم بهت، وتلاوة: الشيخ والشيخة إذا زنيا، الآية، وقوله يوم أحد لما قال أبو سفيان: أفي القوم فلان؟ ألا نجيبه؟ فوافقه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: كلهم حاضرون فمن تطلبهم؟ فقال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم، فقال عمر: اللَّه مولانا ولا مولى لكم، فنزل قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}[محمد: ١١].
وروي أن كعب الأحبار قال: ويل لملك الأرض من ملك السماء، فقال عمر: إلا ما حاسب نفسه، فقال كعب: والذي نفسي بيده إنها في التوراة تابِعَتها، فخرّ عمر ساجدًا.
وقال السيوطي: رأيت في (الكامل) لابن عدي من طريق عبد اللَّه بن نافع وهو ضعيف عن أبيه عن ابن عمر: أن بلالًا كان يقول إذا أذَّن: أشهد أن لا إله إلا اللَّه،