وقالوا في الجواب عن ذلك: إنها لما عدَّت انصراف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سالمًا نعمةً من اللَّه موجبًا للسرور وهو كذلك في نفس الأمر، أمرها بوفاء نذرها، وخرج من صفة اللهو إلى صفة الحق ومن الكراهة إلى الاستحباب، ولكن ذلك كان يحصل بأدنى الضرب، فلما ازداد عاد إلى حد المكروه وصادف ذلك مجيء عمر، فقال ما قال إشارةً إلى منع الزيادة منه والإكثار، وفعله من غير ضرورة، ولم يمنعها صريحًا لئلا يرجع إلى حد التحريم، وأما ترك الجاريتين اللتين كانتا تدفان أيام منى وعدم تحديدهما إلى نهاية، وهو ظاهر في الاستمرار، فلكونها إيام عيد، فالحالات متفاوتة بعضها يقتضي الاستمرار وبعضها لا يقتضيه، ذكر ذلك التُّوربِشْتِي ونقل عنه الطيبي (١)، فتدبر.
٦٠٤٩ - [١٥](عائشة) قوله: (فسمعنا لغطا) هو الصوت الذي لا يفهم، و (تزفن) بالزاي، أي: ترقص من ضرب، و (لحيي) بفتح اللام وسكون الحاء المهملة وتشديد الياء تثنية لَحْي، أضيف إلى ياء المتكلم، وهي منبت اللحية -بالكسر- من الخدين والذقن.
وقوله:(ما بين المنكب) بتقديرِ في ظرف لـ (أنظر) أو حال كون لحييَّ فيما بين