للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى انْتَهَى مِنْ عُمَرَ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٣٦٨٧].

٦٠٥٥ - [٢٠] وَعَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمةَ قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ يَأْلَمُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا كُلُّ ذَلِكَ، لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقَكَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقَكَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ الْمُسْلِمِينَ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ. قَالَ: أَمَّا مَا ذَكرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَرضَاهُ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مَنٌّ مِنَ اللَّه مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ وَرِضَاهُ فَإِنَّمَا ذَلِك مَنٌّ مِنَ اللَّه مَنَّ بِهِ عَلَيَّ. وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِي فَهُوَ مِنْ أَجْلِكَ وَمِنْ أَجْلِ أَصْحَابِكَ،

ــ

وقوله: (حتى انتهى) أي: إلى آخر عمره، قالوا: هذا محمول على وقت مخصوص وهو مدة خلافته ليخرج أبو بكر من ذلك.

٦٠٥٥ - [٢١] (مسور بن مخرمة) قوله: (وعن المسور) بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الواو (ابن مخرمة) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الراء، (يجزعه) بتشديد الزاي، أي: ينسبه إلى الجزع ويلومه عليه، أو يزيل عنه الجزع ويسلبه، كقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} [سبأ: ٢٣] أي: أزيل عنهم الفزع.

وقوله: (ولا كل ذلك) أي: لا تبالغ فيما أنت فيه من الجزع.

وقوله: (منّ من اللَّه) أي: عطاء منه.

وقوله: (فهو منه أجلك ومن أجل أصحابك) كأنه -رضي اللَّه عنه- غلب عليه الحزن لما استشعر من فتن تقع بعده في أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم أظهر غاية الخوف من غنى اللَّه

<<  <  ج: ص:  >  >>