به غزوة تبوك لأنها كانت في زمان شدة الحر وجدب البلاد وقلة الماء، وكانوا فيها في عسرة شديدة حتى كانوا ينحرون البعير فيشربون ما في كرشه من الماء، وتعرف أيضًا بالفاضحة لافتضاح المنافقين فيها، وكان في رجب سنة تسع من الهجرة، وهي آخر غزواته -صلى اللَّه عليه وسلم-، والمراد بحثِّه عليها الترغيب في الذهاب إليها أو الإمداد للمسلمين فيها، وهذا أنسب بالسياق.
و(الأحلاس) جمع حلس بالكسر: كساء على ظهر البعير تحت البردعة ويبسط في البيت تحت حر الثياب. و (الأقتاب)[جمع] قتب بفتحتين: الإكاف الصغير على قدم سنام البعير، يريد: بجميع أسبابها وأدواتها، ومجهز جيش العسرة من ألقابه -رضي اللَّه عنه- يذكر في الخطب.
وقوله:(ما على عثمان ما عمل بعد هذه) أي: ليس عليه إثم ما عمل بعد عمله هدْ ٥ الحسنةَ، أي: هي مكفرة لما يعمله من الخطايا، وهذا كما قال:(لعل اللَّه قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).