بل إن احتاج الناس إليه بأن اضطروا إليه، ولم يكن هناك عالم سواه فيسألوه عن العلم ليفيدهم ويعلمهم، دخل فيهم للإفادة ونفعهم بالعلم؛ لئلا يضلوا ويهلكوا، (وإن استغني عنه) بأن لا يلتجئوا ويضطروا إليه وكان هناك من يكفيهم في التعليم (أغنى نفسه) ولم يداخلهم ولا يتذلل لهم، بل يستغني عنهم وبشتغل بالعبادة وبالعلم أيضًا بمطالعة الكتاب والسنة والتصنيف ونحوهما.
وقوله:(فإن أبيت) أي: أبيت عن الاقتصار على هذا القدر وأردت الزيادة.
وقوله:(ولا تمل) أمر من الإملال يعني الإيقاع في الملالة، يقال: أملّني وأملّ عليّ: أبرمني.
وقوله:(هذا القرآن) الإشارة للتعظيم.
وقوله:(ولا ألفينك) أي لا أجدنك أي: لا تأتيهم على هذه الجملة فأجدك عليها، ذكر اللازم وإرادة الملزوم.
وقوله:(تأتي) حال من الضمير المنصوب لا مفعول ثان؛ لأن ألفى بمعنى وجد الذي بمعنى صادف لا بمعنى علم، يدل عليه كلام (القاموس)(١): ألفاه: وجده، وتلافاه: تدارك لتفسير تلافاه بمعنى تدارك.