للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

عن شريك بن عبد اللَّه، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن أبي عبد اللَّه بن الصنابحي، عن علي -رضي اللَّه عنه-: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (أنا دار الحكمة وعلي بابها)، وتابعه أبو مسلم الكجي وغيره على روايته عن محمد بن عمر بن الرومي، ومحمد هذا روى عنه البخاري في غير الصحيح، ووثقه ابن حبان وضعفه أبو داود، وقال الترمذي بعد سياق الحديث: هذا حديث غريب، وقد روى بعضهم هذا عن شريك ولم يذكر فيه الصنابحي، ولا يعرف هذا عن أحد من الثقات غير شريك، قلت: فلم يبق الحديث من أفراد محمد الرومي، وشريكٌ احتج به مسلم وعلق له البخاري، ووثقه ابن معين والعجلي، وزاد: حسن الحديث، وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدًا قط أورع في علمه من شريك، فعلى هذا يكون تفرده حسنًا، ولا يَرِدُ عليه رواية من أسقط الصنابحي منه؛ لأن سويد ابن غفلة تابعي مخضرم، روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي اللَّه عنهم-، وسمع، فيكون ذكر الصنابحي فيه من باب المزيد في متصل الأسانيد، والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفًا فضلًا عن أن يكون موضوعًا، ولم أجد لمن ذكره في الموضوعات طعنًا مؤثرًا في هذين السندين، وباللَّه التوفيق (١)، انتهى كلام الشيخ مجد الدين.

وقال السخاوي في (المقاصد الحسنة) (٢): حديث: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، ذكره الحاكم في المناقب من (مستدركه)، والطبراني في (معجمه الكبير)، وأبو الشيخ ابن حبان في (السُّنة) له وغيرهم، كلهم من حديث أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن


(١) انظر: "النقد الصحيح لما اعترض من أحاديث المصابيح" (ص: ٥٣ - ٥٥).
(٢) "المقاصد الحسنة" (ص: ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>