للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي، وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ وَقَالُوا: لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٣٧٢٨، م: ٢٩٦٦].

٦١٢٩ - [٢٢] وَعَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُنِي وَأَنَا ثَالِثُ الإِسْلَامِ،

ــ

قال الهروي: التعزير في كلام العرب: التوقيف على الفرائض والأحكام، وقال الطبري: تقوِّمني وتعلمني، من تعزير السلطان وهو تأديبه وتقويمه، وقال الحربي: العزر اللوم، وقال أبو بكر: العزر المنع، وعزرته: منعته، وتعزير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال الحربي وغيره: تنصروه وتردوا عنه أعداءه، وقال الزجاج: وأصل العزر في اللغة الرد، ونصرة الأنبياء: المدافعة والذب عنهم، وقال الطبري وغيره: معناه: تعظموه وتبجلوه، وتعزير المعاقبات منه لأنه يمنع عن المعاودة، يقال: عَزَرته وعزَّرته مخففًا ومثقلًا.

وقوله: (لقد خبت إذًا وضلّ عملي) أي: إذ لم أحسن الصلاة وأفتقر إلى تعليم بني أسد إياي مع سابقتي في الإسلام أكن خاسرًا ضالًا.

وقوله: (وكانوا وشوا به إلى عمر) أي: نموا وسعوا إليه وعابوه في صلاته، وأصل الوشي: نقش الثوب وحسنه، ووشى كلامه: كذب فيه، وبه إلى السلطان وشيًا ووشاية: نمَّ وسعى، والمراد ببني أسد بنو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، وقيل: أراد به عمر إذ هو من بني أسد، وهذا ينافي ما جاء في رواية في آخر هذا الحديث: أنه سأله عمر فبيَّن له حقيقة الحال فصدقه عمر وقال: وهذا ظني بك.

٦١٢٩ - [٢٢] (سعد) قوله: (رأيتني) في (البخاري) بزيادة: (لقد) أي: علمتني وأنا ثالث الإسلام بلفظ اسم الفاعل من الثلاث، هكذا في نسخ (المشكاة)، وفي رواية للبخاري: (وأنا ثلث الإسلام) بلفظ الكسر منه، وعلى التقديرين المراد أهل الإسلام، فإن قلت: إذا كان هو ثالثًا فمن الآخران؟ قيل: هما أبو بكر وخديجة، والصواب أن

<<  <  ج: ص:  >  >>