فبكت أم سلمة، فنظر إليها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: ما يبكيك؟ فقالت: خصصتهم وتركتني وابنتي، فقال: أنت وابنتك من أهل البيت، رواه ابن عساكر في (تاريخه).
وعن أم سلمة: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان عندها فجاءت الخادم، فقالت: علي وفاطمة بالسدة، فقال: تنحي لي عن أهل بيتي، فتنحيت في ناحية البيت، فدخل علي وفاطمة وحسن وحسين فوضعهما في حجره، وأخذ عليًّا بإحدى يديه فضمه إليه، وأخذ فاطمة باليد الأخرى فضمها إليه وقبلها، وعطف عليهم خميصة سوداء، ثم قال: اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي! فناديته فقلت: وأنا يا رسول اللَّه! قال: وأنت، رواه ابن أبي شيبة، وروى الطبراني نحوه، وهذا الحديث يحتمل الوجهين دخول أم سلمة -رضي اللَّه عنها- في أهل البيت وخروجها عنهم بأن يكون المعنى: وأنت أيضًا إليه لا إلى النار، وإن لم تكن من أهل بيتي، إلا أن يُحْتَمَل المحتمل على النص، وهو الحديث السابق، وكذا الحديث الآخر عن أم سلمة: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لفاطمة:(ائتيني بزوجك وابنيك)، فجاءت بهم، فألقى عليهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كساء كان تحتي خيبريًّا أصبناه من خيبر، ثم رفع يديه فقال:(اللهم إن هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من يدي وقال: إنك على خير، رواه أبو يعلى وابن عساكر في (تاريخه)، وأخرج الترمذي نحوه، وزاد: وأنت على مكانك، فيحتمل أن يكون معناه: أنت على خير وعلى مكانك من كونك من أهل بيتي، ولا حاجة لك في الدخول تحت الكساء، كأنه منعها عن ذلك لمكان علي -رضي اللَّه عنه-، وأن يكون المعنى: أنت على خير وإن لم تكوني من أهل بيتي.