للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقال في (فصل الخطاب) نقلًا عن الإمام فخر الدين: الأولى أن يقال: هم -يعني أهل البيت- أولاده وأزواجه -صلى اللَّه عليه وسلم- والحسن والحسين -رضي اللَّه عنهم- منهم، وعلي أيضًا من أهل بيته بسبب معاشرته بنت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وملازمته -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقد جاء إطلاق أهل البيت بحيث يفهم اختصاصه بفاطمة وعلي والحسن والحسين، وعن أنس: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول: (الصلاة يا أهل البيت، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: ٣٣]) رواه الترمذي وابن أبي شيبة. وعن أم سلمة قالت: قال: (إن مسجدي هذا حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وعلى أهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين)، رواه البيهقي وضعفه، ويأتي في الكتاب من حديث سعد بن أبي وقاص وعائشة ما يدل على ذلك.

وذكروا في التطبيق بين هذه الأقوال: أن البيت بيت النسب وبيت السكنى وبيت الولادة، فبنو هاشم وهم أولاد عبد المطلب أهل بيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نسبًا، كما يقال لأولاد الجد القريب: بيت فلان، وأزواجه -صلى اللَّه عليه وسلم- أهل بيت السكنى، وإطلاق أهل البيت على هؤلاء أخص وأعرق بحسب العرف من الأول، وأولاده -صلى اللَّه عليه وسلم- أهل بيت الولادة، وقع شمول أهل البيت لكل هؤلاء، قد خص علي وفاطمة والحسن والحسين سلام اللَّه عليهم أجمعين بمزيد الفضل والكرامة ووجوب المحبة وزيادة المودة، بل هم المفهومون بالتبادر من إطلاق أهل البيت.

وقد صح في فضائلهم ومناقبهم من الأحاديث والأخبار ما لا يعد ولا يحصى، وقد ورد في تفسير قوله سبحانه: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: ٢٣]،

<<  <  ج: ص:  >  >>