تعالى:{تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ}[الحج: ٢]، وقال: إنما تدل على أن هول زلزلة الساعة إذا فجأ يكون بحيث إذا ألقمت المرضعة ثديها نزعته عن فيه لما يلحقها من الدهشة، نعم لو كانت الرواية: إن له مرضعة، بالتاء، لكانت الروايتان موافقتين، لكن الرواية بدون التاء، كذا قالوا.
وقوله:(ما تخفى مشيتها) بكسر الميم للهيئة، أي: ما تمتاز هيئة مشيتها من مشية الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد كانت -صلى اللَّه عليه وسلم- مشابهة به -صلى اللَّه عليه وسلم- في المشي والسَّمْت، وجاء في الروايات: أنها كانت لما أتت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قام لها وأقبل إليها -وفي رواية: وقبلها- ولما أتاها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قامت له وأقبلت إليه، أو كما جاء.
وقوله:(ثم سارّها) بتشديد الراء، أي: كلمها سرًّا.
وقوله:(عما سارّك؟ ) ما استفهامية.
وقولها:(ما كنت لأفشي سر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) فيه استحباب كتمان أسرار الكبراء والأحباء من الأغيار، وهذا المستند في كتمان المريدين في أسرار مشايخهم، وأما بعد ذهابهم من الدنيا فقد يفشى تأثمًا عن كتمان العلم، ولهذا قالت -رضي اللَّه عنها-: (أما الآن فنعم).