للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمَّا تُوُفِّيَ قُلْتُ: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِيَ عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِينِي (١). قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الأَمْرِ الأَوَّلِ فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي: "أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي بهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ" فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِيَ الثَّانِيَةَ قَالَ: "يَا فَاطِمَةُ،

ــ

و(عزمت عليك) أي: أقسمتُ، في (القاموس) (٢): عزم على الرجل: أقسم.

وقوله: (لما أخبرتني) لما بمعنى إلا، أي: لا أطلب منك إلا إخبارك، ولما يجيء بمعنى إلا، يقال: سألتك لما فعلت، ومنه قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: ٤]، {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} [يس: ٣٢]، كذا قال صاحب (القاموس) (٣)، وقال: وإنكار الجوهري كونه بمعنى إلا غير جيد، انتهى.

وقال الجوهري (٤): قول من قال: لما بمعنى إلا فليس يعرف في اللغة.

وقوله: (يعارض القرآن) من المعارضة بمعنى المقابلة، يقال: عارض الكتاب: قابله، والمراد ههنا المدارسة وقراءة كل واحد منهما مع الآخر.

و(لا أرى) بضم الهمزة، أي: لا أظن، و (الأجل إلا قد اقترب) لأن معارضة القرآن مرتين يشعر بالوصية على حفظه وحفظ أحكامه حتى يكمل أمر الدين ويتم.

وقوله: (فإني نعم السلف أنا لك) الجملة الإنشائية خبر (إني) بتأويل القول.


(١) كذا في النسخة الهندية بإشباع التاء، وفي نسخة بدونها.
(٢) "القاموس" (ص: ١٠٢٥).
(٣) المصدر السابق (ص: ١٠٤٥).
(٤) "الصحاح" (٥/ ٢٠٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>