للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢١٠ - [١٥] وَعَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ الْخُشُوعِ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ وَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّكَ حِينَ دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ قَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ،

ــ

الحديث، نفي سماعه لا يدل على نفي البشارة لغيره، فقد ثبت للعشرة ولغيرهم، كما ذكرنا، وقيل: قال سعد هذا القول بعد موت المبشَّرين، وكان عبد اللَّه بن سلام حينئذ باقيًا ولم يكن إذ ذاك إلا سعد وسعيد، ولم يذكر نفسه لنفي التزكية، ولم يسمع لسعيد خبر في ذلك، وأنه أراد هذا القائل بـ (أحد يمشي في الأرض) مَن كان حيًا في هذا الوقت وماشيًا فيه، والظاهر أنه للعموم والتأكيد، كقوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} [هود: ٦]، ووقع عند الدارقطني (١): (ما سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول لحي يمشي: إنه من أهل الجنة)، فتدبر.

٦٢١٠ - [١٥] (قيس بن عباد) قوله: (وعن قيس بن عباد) بضم العين وتخفيف الموحدة.

وقوله: (تجوز فيهما) أي: خفَّفهما، في (القاموس) (٢): تجوز في الصلاة: خفف، وفي الكلام: تكلم بالمجاز.

وقوله: (واللَّه ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم) الظاهر أن المراد تصديقه إياهم فيما قالوا، يعني أنهم لما قالوا ذلك لابد أن يكون لهم علم بذلك، وأنا أيضًا


(١) لم أجده في "سنن الدارقطني"، وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (٧٧٦).
(٢) "القاموس" (ص: ٤٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>