للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ؟ رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، وَرَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ -ذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا وَخُضْرَتِهَا- وَسْطَهَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ، أَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ فَقِيلَ لِيَ: ارْقَهْ، فَقُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَأَتَانِي مِنْصَفٌ فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي فرقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَاهُ، فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ فَقِيلَ: اسْتَمْسِكْ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: "تِلْكَ الرَّوْضَةُ الإِسْلَامُ، وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الإِسلَامِ،

ــ

أعلم شيئًا من ذلك، وهو أني (رأيت رؤيا)، الحديث، فهؤلاء إما علموا ذلك من هذه الرؤيا التي قصصتها على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهم سمعوها أو علموا من طريق آخر، وهذا مبني على أنه لم يسمع حديث سعد وهم سمعوه، ويحتمل أنه كره الثناء عليه تواضعًا وكراهة أن يشار إليه بالأصابع، فتوقف في خبرهم مع شيء من الإنكار، ويكون المقصد من قوله: (فسأحدثك لم ذاك؟ ) أن الذي وقع من ذلك هو هذه الرؤيا، وهو ليس بدليل قطعي، وهذا أيضًا تواضع وهضم للنفس وإلا فلا محل للشك والإنكار بعد ما قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (فأنت على الإسلام حتى تموت).

وقيل: الأولى أن يقال: إنما أنكر لأنهم لم يسمعوا ذلك صريحًا بل قالوه استدلالًا واجتهادًا، فهو في مشيئة اللَّه تعالى، فتدبر.

وقوله: (وسطها) بسكون السين منصوب على الظرفية.

وقوله: (في أعلاه عروة) العروة في الأصل للدلو والكوز: مقبضهما، ويستعار لما يوثق به ويعول عليه، وهو المراد هنا. و (ارقه) أمر من رَقِيَ يرقى كسمع يسمع، والهاء للسكت أو ضمير عائد إلى العمود. و (المنصف) بكسر الميم وفتح الصاد المهملة،

<<  <  ج: ص:  >  >>