للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٣٧٩٩].

٦٢٢٢ - [٢٧] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ! فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّ الأَنْصَارُ، حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ شَيْئًا يَضُرُّ فِيهِ قَوْمًا وَيَنْفَعُ فِيهِ آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٣٦٢٨].

ــ

معاني الكرش: عيال الرجل وصغار ولده.

وقوله: (وقد قضوا الذي عليهم) إشارة إلى ما عاهدوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في بيعة العقبة من النصرة، وبذل المهج والأموال بأن لهم الجنة، وهو المراد من قوله: (وبقي الذي لهم).

٦٢٢٢ - [٢٧] (ابن عباس) قوله: (ويقل الأنصار) لأنه لا بدل لهم لأنهم الذين آووا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونصروه، وهذا أمر قد انقضى زمانه، كذا قال التُّوربِشْتِي (١)، وقال الطيبي (٢): هذا المعنى قائم في حق المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، فالظاهر أنه إخبار من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بكثرة المهاجرين وأولادهم، وتبسطهم في البلاد وتملكهم إياها بخلاف الأنصار، فإنه يقل وجودهم بموتهم وعدم بقاء أولادهم، وقد وقع ما أخبر، هذا تقرير الطيبي، ومع قطع النظر عن الأولاد يمكن أن يكون المراد كثرة وجود المهاجرين وبقاؤهم دون الأنصار، واللَّه أعلم.


(١) "كتاب الميسر" (٤/ ١٣٤٩).
(٢) "شرح الطيبي" (١٢/ ٣٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>