وقال التُّوربِشْتِي (١): الفدادون يروى من وجهين بالتشديد، وهم الذين تعلو أصواتهم في أموالهم ومواشيهم، وبالتخفيف وهي البقر التي تحرث بها، واحدها فدان بالتشديد، تقديره: في أهل الفدادين، وأرى أصوب الروايتين بالتشديد، لما في حديث أبي مسعود الذي يتلو هذا الحديث، والتخفيف في هذه الرواية غير مستقيم، وتقدير الحذف مستبعد، فرددنا المختلف فيه إلى المتفق عليه، وقد صح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه رأى سكة أو شيئًا من آلة الحرث، فقال:"ما دخل هذا دار قوم إلا دخل عليهم الذل"، وأن إيقاع الفخر والجفاء في موقع الذل، انتهى، فتدبر.
وقوله:(أهل الوبر) بيان للفدادين، وهم سكان البوادي يسكنونها في الخيام، وربما يؤيد هذا أن لا يكون المراد أهل الحراثة بل أهل المواشي وسكان البادية، كما اختاره التُّوربِشْتِي.
٦٢٦٩ - [٤](أبو مسعود) قوله: (نحو المشرق) بالنصب، أي: حال كونه مشيرًا نحوه.
وقوله:(والجفاء وغلظ القلوب) وفي رواية: (والجفاء والقسوة).
وقوله:(عند أصول أذناب الإبل) ظرف للفدادين، أي: لهم صياح عند سوقهم لها، ويجوز أن يكون ظرفًا مستقرًا، أي: كانتين عندها.