٦٢٧٥ - [١٠](عبد اللَّه بن عمرو) قوله: (إنها ستكون هجرة بعد هجرة) قيل: أي ستكون هجرة إلى الشام بعد هجرةٍ كانت إلى المدينة، وعلى هذا المعنى كان الظاهر أن يقال: هجرة بعد الهجرة، لكن روعي المناسبة مع الأولى في التنكير، وقيل: المراد التكرير، وهو الأظهر من سياق الحديث، وذلك حين تكثر الفتن في البلاد ويستولي الكفرة، ويقل فيها القائمون بأمر اللَّه في دار الإسلام، وتبقى البلاد الشامية محروسة تسوسها العساكر الإسلامية ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدجال، فمن أراد المحافظة على دينه هاجر إليها، قال التُّوربِشْتِي: إنما أتى بها منكرة لتساوي الأولى في الصيغة.
وقوله:(فخيار الناس) تفصيل للمجمل المذكور، أي: هجرتهم، أو يهاجرون (إلى مُهَاجَر إبراهيم) بضم الميم وفتح الجيم موضع المهاجرة وهو الشام.
وقوله:(فخيار أهل الأرض) مبتدأ، و (ألزمهم) بصيغة اسم التفضيل خبر، و (مهاجر) نصب على الظرف لألزمهم لا مفعول به؛ لأن اسم التفضيل لا يعمل في الظاهر إلا في الفاعل في مسألة الكحل.
وقوله:(تلفظهم) أي: ترميهم وتقذفهم (أرضوهم) بفتح الراء جمع أرض بالواو والنون كأنها تستنكف عنهم.
وقوله:(تقذرهم) بكسر الذال، أي: تكرههم (نفس اللَّه) أي: ذاته تعالى من باب التمثيل المركب، أي: تبعدهم من مظان رحمته ومحل كرامته، وقد جاء إطلاق النفس