للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَحْشُرهُمْ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: ٢٤٨٢].

٦٢٧٦ - [١١] وَعَنِ ابْنِ حَوَالَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً: جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ". فَقَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ،

ــ

على دْات اللَّه كقوله: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: ١١٦]، وقالوا فيه: إنه من باب المشاكلة، وليس في الحديث المشاكلة.

وقوله: (تحشرهم) أي: تجمعهم (النار) أي: نار الفتنة التي هي نتيجة أفعالهم القبيحة (مع القردة والخنازبر)، والمراد إما حقيقتها أو معنى كونهم معهم كونهم متخلقين بأخلاقهم، أو المراد ناس سوء والكفرة الذين هم كالقردة والخنازير.

وقوله: (تبيت) أي: نار الفتنة (معهم إذا باتوا، وتقيل) من القيلولة وهو النوم في نصف النهار، والمراد ملازمة الفتنة إياهم ليلًا ونهارًا، يعني أنهم وإن انتقلوا من أرض إلى أرض خوفًا من الفتنة، لكن الفتنة لا تفارقهم لشمولها البلاد سوى البلاد الشامية، فمن هاجر إليها أسلم منها وحفظ دينه، فقوله: (تلفظهم) (تقذرهم) (تحشرهم) ثلاث جمل مستأنفة جاءت بغير عطف، قال الطيبي (١): ولعل الحديث إشارة إلى العصر الذي نحن فيه، أقول: فما حال عصرنا! نسأل السلامة والعافية.

٦٢٧٦ - [١١] (ابن حوالة) قوله: (وعن ابن حوالة) بفتح الحاء المهملة مخففًا.

وقوله: (جنودًا مجندة) بضم الميم وفتح الجيم وتشديد النون، أي: مختلفة،


(١) "شرح الطيبي" (١٢/ ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>