للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطَاءً، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَهَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُعْطِيهِ مَنْ شِئْتُ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٣٤٥٩].

٦٢٨٤ - [٢] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي. . . . .

ــ

وقوله: (فغضبت اليهود والنصارى) اكتفى بذكر حال المشبه عن حال المشبه به اختصارًا، ثم الظاهر أن هذا تخييل وتصوير لا أن ثمة مقاولة ومغاضبة حقيقة، وحملها على حصولها عند إخراج الذر أو وقوعه يوم القيامة، والتعبير بالماضي لتحقق الوقوع تكلف مستغنى عنه، واللَّه أعلم.

وقوله: (فإنه فضلي) أي: العطاء الكثير المدلول عليه بالسياق أو الأجر مرتين.

٦٢٨٤ - [٢] (أبو هريرة) قوله: (إن من أشد أمتي لي حبًّا ناس) يعني يكون منه ناس أشد حبًّا لي من بعض هو زماني من أصحابي، أو المراد -واللَّه أعلم- أنهم وإن لم يكن حبهم أشد لكن لما كانوا بعدي من غير رؤيتي كان أشدّ حكمًا، والمعنى الأول أظهر بالنظر إلى السياق، وفي هذا الحديث وما يأتي من الأحاديث دلالة على أنه قد يأتي بعد الصحابة من يكون مساويًا لهم أو أفضل، وقد ذهب إليه ابن عبد البر تمسكًا بهذه الأحاديث، ذكره في (الصواعق) (١)، مع أنهم أجمعوا على أن الصحابة أفضل الأمة، وحملوا الأحاديث في إثبات جهة من الخيرية، والفضل الكلي الذي


(١) "الصواعق" (٢/ ٦١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>