للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٨٣٢].

٦٢٨٥ - [٣] وَعَن مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّة قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٣٦٤١، م: ١٠٣٧].

وَذُكِرَ حَدِيثُ أَنَسٍ: "إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ" فِي "كِتَابِ الْقِصَاصِ".

ــ

هو عبارة عن أكثرية الثواب ثابت، وقيل: ذلك ثابت للصحابي بالمعنى الأخص، وهو من طالت صحبته وأخذه، وأما بالمعنى الأعم، وهو من رأى ولو مرة، فمحل نظر، والمسألة مذكورة محررة في موضعه، وقد ذكرنا نبذة منها في ترجمة (باب مناقب الصحابة)، واللَّه أعلم.

وقوله: (يود أحدهم لو رآني بأهله وماله) أي: يتمنى أحدهم أن أكون مفديًّا بأهله وماله لو اتفق رؤيته إياي ووصوله إلي، وهذا وإن لم يكن ممكنًا، لكن التمني لا يشترط فيه الإمكان، ويجوز أن يكون المراد -واللَّه أعلم- رؤيته -صلى اللَّه عليه وسلم- بالكشف يقظة، كما يكون للكمل من الأولياء، ومنامًا أيضًا كما يكون لسائر المؤمنين، فإن من المشتاقين من يتمنى ذلك، ويرى أن لو كان حصل له ذلك بفداء أهله وماله بل روحه وجميع ماله لكان فيه سعادته في الدنيا والآخرة.

٦٢٨٥ - [٣] (معاوية) قوله: (بأمر اللَّه) أي: شريعته ودينه وترويج سنته، وهم أصحاب الحديث، أو بالجهاد مع الكفار وهم الغزاة، وقالوا: المراد بهم المرابطون بئغور الشام في آخر الزمان، كما يشعر به قوله: (حتى يأتي أمر اللَّه)، وقد وقع في بعض الروايات: (وهم بالشام)، وفي بعضها: (حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال).

وقوله: (من خذلهم) أي: لم ينصرهم ولم يعاونهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>