فبسط فقال: اقتلوه، فقال سعيد:{وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الأنعام: ٧٩]، قال: شدوا به لغير القبلة، قال:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}[البقرة: ١١٥]، قال: كبوه على وجهه، قال سعيد:{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}[طه: ٥٥]، قال: اذبحوه، فقال سعيد: أما إني أشهد وأُحَاجُّ أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة، ثم دعا سعيد وقال: اللهم لا تسلِّطْه على أحد يقتله بعدي، فذبح على النطع، قيل: عاش الحجاج بعده خمس عشرة ليلة، ووقع الآكِلَة في بطنه فدعا بالطبيب لينظر إليه فدعا باللحم المنتن فعلقه بالخيط، وأرسله في حلقه وتركها ساعة، ثم استخرجها، وقد لزق من الدم فعلم أنه ليس بناج، وكان ينادي بقية حياته: ما لي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي. ودفن سعيد بظاهر واسط العراق وقبره بها يزار.
٣٦٤ - سعيد بن إبراهيم: هو سعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي، قاضي المدينة، من أفاضل المدنيين وتابعيهم، سمع أباه وغيره، توفي سنة خمس وعشرين ومئة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
٣٦٥ - سعيد بن هشام: هو سعيد بن هشام الأنصاري، تابعي جليل القدر، سمع ابن عمر وعائشة وغيرهما. روى عنه الحسن وحديثه عند أهل البصرة.
٣٦٦ - سفيان بن دينار: هو سفيان بن دينار التمار الكوفي. روى عن سعيد ابن جبير ومصعب بن سعد. وعنه ابن المبارك وغيره، ولد زمن معاوية، ورأى قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (١).
٣٦٧ - سفيان الثوري: هو سفيان بن سعيد الثوري الكوفي، إمام المسلمين وحجة اللَّه على خلقه، جمع في زمنه بين الفقه والاجتهاد فيه والحديث والزهد والعبادة
(١) روى البخاري أنه حدثه: أنه رأى قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مسنَّمًا، (ح: ١٣٩٠).