للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢٥ - [٢] وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ صَلَّى الْبَرْدينِ دَخَلَ الْجَنَّةَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٧٥٤، م: ٦٣٥].

ــ

الأخر، لصيرورتهما مكفَّرتين لها، وفضل اللَّه أوسع، لكنه ينافي ما عليه الجمهور من اختصاص الكفارة بالصغائر.

وقال الطيبي (١): الظاهر من حال من يحافظ عليهما مع ما فيهما من التثاقل والتشاغل أن لا يقع منه تفريط في غيرهما فيغفر له، ولن يلج النار، وفيه أنه إن أريد غيرهما من الصلوات فمسلَّم لكنه يبقى الذنوب الأُخر، وإن أريد أنه لا يقع منه تفريط أصلًا فمحلُّ تردد.

وبالجملة الظاهر أن المراد المبالغة في بيان فضلهما، وأن من شأن من يحافظ عليهما أن لا يدخل النار إلا أن اللَّه سبحانه يجزي كل أحد على كل عمل بما هو جزاؤه، ومع ذلك إن شاء لم يعذّب ويعفو بفضله ورضاه عن فاعلهما، واللَّه أعلم.

٦٢٥ - [٢] (أبو موسى) قوله: (من صلى البردين) في (القاموس) (٢): الأبردان: الغداة والعشي كالبردين، والأكثرون على أن المراد بهما الفجر والعصر لكونهما في طرفي النهار، والبرد هواؤهما بخلاف ما بينهما من النهار، وكفى بالحديث السابق تأييدًا لذلك، ونقل عن جماعة أنهما الصبح والعشاء، وتأويله ما ذكرناه، على أن الأمر في هذا الحديث أسهل من ذلك؛ لأن البشارة ههنا بدخول الجنة وهو ثابت للمؤمنين ولو بعد دخول النار، خصوصًا لمن يصلي أفضل الصلوات، وهناك بعدم دخول النار قطعًا، وللتأويل مجال واسع.


(١) "شرح الطيبي" (٢/ ١٨٢).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>