وكنت أعتمد الضعيف الجبان، فأضربه الضربة الهائلة يطير لها الشجاع فأثنى عليه فأقتله.
وكان عنترة إلى شجاعته، طيب الشمائل، حسن المخالقة، عفيفًا كريمًا، وكان شعره يدور كله حول الفخر بشجاعته، وكرم أخلاقه، والتغزل بابنة عمه عبلة.
أما سنة ولادته ووفاته فلا يسعنا تحديدهما على وجه الدقة، شأنه في ذلك شأن أغلب الجاهليين، ولكن أغلب الروايات تدل على أنه كان من المعمرين، وأنه توفي أو قتل، قبيل الإسلام، بعد حرب داحس والغبراء التي اشترك فيها، والتي انتهت حوالي سنة ٦١٠ م، وقد ذكر أنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل المبعث، ونزول الوحي عليه-.
والروايات مختلفة في خبر موته، فأبو عبيدة يروي أن رجلًا من بني نبهان يدعى زر بن جابر (وكان غزاهم، وهو شيخ كبير) رماه بسهم فقتله، ويروى أيضًا أنه خرج في طلب دين له، بعد أن أسن وعجز، فأصابته ريح وقتلته، وأما أبو عمرو الشيباني، فيروي أنه قتل على إثر غزوة مع بني عبس غزا فيها طيئًا، فانهزمت عبس فسقط عن فرسه، وعجز عن امتطائه لكبره، فدخل دغلًا، فأبصره ربيئة طيئ فقتله، والمرجع الأول لأنه قال في شعره:
وإن ابن سلمى عنده فاعلموا دمي ... وهيهات لا يرجى ابن سلمى ولا دمي
يحل بأكناف الشعاب وينتمي ... مكان الثريا ليس بالمتهضم
رماني ولم يدهش بأزرق لهثم ... عشية حلو بين نعف ومخرم
وابن سلمى هو زر بن جابر النبهاني، فقد روي في الأغاني: وكان زر بن جابر النبهاني في فتوة، فرماه، وقال: خذها وأنا ابن سلمى، فقطع مطاه، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله، فقال وهو مجروح الأبيات.