للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاخْتلَفَ أهْلُ العلمِ في قِيَامِ رَمَضانَ؛ فَرَأى بَعْضُهمْ أنْ يُصَلِّيَ إحْدَى وَأرْبَعِينَ رَكْعةً معَ الوِتْرِ (١)، وهو قَوْلُ أهْلِ المدِينةِ، والعملُ على هذا عندَهُمْ بالمَدِينَةِ.

وأكْثَرُ أهْلِ العلمِ على مَا رُوِي عن عُمرَ (٢)، وَعَليٍّ، وَغَيْرِهِمَا


(١) في مدونة الإمام مالك ١/ ١٩٣ رواية سحنون بن سيد التنوخي عن الإمام عبد الرحمن بن القاسم: قال مالك: بعث إليَّ الأمير، وأراد أن ينقص من قيام رمضان الذي كان يقوم الناس بالمدينة. قال ابن القاسم: وهو تسعة وثلاثون ركعة بالوتر - ست وثلاثون ركعة، والوتر ثلاث - قال مالكٌ: فنهيت أن يَنْقُصَ مِن ذلك شيئًا، وقلتُ له: هذا ما أدركت الناس عليه، وهذا الأثر القديم الذي لم يزل الناس عليه.
(٢) أخرج البغوي في "الجعديات" (٢٩٢٦): حدثنا عليُّ بن الجعد، أنبأنا ابن أبي ذئب، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة، وإن كانوا ليقرؤون بالمئين من القرآن. وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري، ويزيد بن خصيفة ثقة حجة اتفق على إخراج حديثه الشخان، وقول أحمد فيه في إحدى روايتيه فيما رواه عنه أبو داود: منكر الحديث، لا يراد منه التضعيف والقدح، وإنما يقصد به أنه ينفرد عن أقرانه بأحاديث كما نبه عليه غير واحد من أئمة هذا الشأن، وقد تابعه على رواية العشرين يزيد بن رومان عند عبد الرزاق في "المصنَّف" (٧٣٣٠)، عن داود بن قيس وغيره، عن محمد بن يوسف، عن السائب ين يزيد: أن عمر جمع الناس في رمضان على أُبي بن كعب وعلى تميمٍ الداري، على إحدى وعشرين ركعة، يقرؤون بالمئين، وينصرفون عند فروع الفجر. وهذا سند قوي أيضًا.
وهذا الأثر عن عمر صححه غير واحد من الحفاظ، منهم الإمام النووي في "الخلاصة" و"المجموع"، وابن العراقي في "طرح التثريب"، والسيوطي في "المصابيح"، ولا نعلم أن أحدًا من أئمة العلم قد تكلم على هذا الأثر. وأما قول =

<<  <  ج: ص:  >  >>