للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حَديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ.

٢٠٧٩ - حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ رافع، قال: حَدَّثَنَا عبدُ الرَّزَّاقِ، عن بِشْرِ بنِ رافعٍ، عن يَحْيَى بنِ أبي كَثِيرٍ، عن أبي سَلمَةَ

عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال: رسولُ اللهِ : "المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، والفاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ" (١).

هذا حَديثٌ غريبٌ لا نَعْرِفُهُ إلا من هذا الوَجْهِ.


= لأن المِنَّةَ تفسد الصنيعة.
(١) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف بشر بن رافع ضعيف، لكن تابعه الحجاج بن فرافصة عند أحمد (٩١١٨)، وأبي داود (٤٧٩٠)، والطحاوي في "شرح المشكل" (٣١٢٧) وهو حسن الحديث، فيتقوى. وطريق بشر بن رافع رواه البخاري في "الأدب المفرد" (٤١٨) وأبو داود (٤٧٩٠).
قال الإمام الطحاوي في شرح هذا الحديث: فتأملنا هذا الحديث لِنقف على المراد به ما هو إن شاء الله، فوجدنا الغِرَّ في كلام العرب. هذا الذي لا غائِلة معه ولا باطن له يُخالف ظاهره، ومن كانت هذه سبيله، أمِنَ المسلمون من لسانه ويده، وهي صفةُ المؤمنين، ووجدنا الفاجر ظاهِرُه خلاف باطه، لأن باطنَه هو ما يكره، وظاهرَه، فمخالف لذلك، كالمنافق الذي يُظهر شيئًا غير مكروه منه، وهو الإسلام الذي يَحْمَدُه أهلُه عليه، ويُبطِنُ خلافه وهو الكُفرُ الذي يَذُمُّه المسلمون عليه، فكان مثلَ ذلك الخِبُّ الذي يُظهر المعنى الذي هو محمودٌ منه، حتى يحمدَه المسلمون على ذلك، ويُبْطِنُ ضِدَّه مما يَذُمُّه المسلمون عليه، وهو الفاجرُ الذي وَصَفَهُ رسولُ الله بما وصفه به في هذا الحديث، وخالف بينه وبينَ المؤمن الذي وصفه بما وصفه به في هذا الحديث والله ﷿ نسألُه التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>