للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا إله إلّا اللهُ دَخلَ الجَنَّة فقال: إنَّما كَانَ هذا في أوَّلِ الإسلامِ قبلَ نُزُولِ الفرائضِ والأمْرِ والنَّهْي (١).

ووَجْهُ هذا الحديثِ عند بعضِ أهلِ العلمِ أنَّ أهلَ التَّوْحِيدِ سَيدْخُلون الجنَّةَ، وإنْ عُذِّبُوا في النَّار بِذُنُوبِهمْ، فإنَّهُمْ لا يُخلّدُونَ في النَّارِ.

وقد رُوِي عن ابن مسعودٍ، وأبي ذَرٍّ، وعِمْرانَ بن حُصَيْنٍ، وجابرِ بن عَبد اللهِ، وابن عبَّاسٍ، وأبي سعيدٍ الخُدْريِّ، وأنَسٍ عن النبيَّ قال: "سَيخْرُجُ قَوْمٌ من النَّارِ من أهْلِ التَّوْحِيدِ ويَدْخُلُونَ الجَنَّةَ" (٢).

وهكذا رُوِي عن سَعيدِ بن جُبَيْرٍ وإبراهيمَ النَّخَعيِّ وغيرِ واحدٍ من التَّابِعينَ في تفسير هذهِ الآيةِ ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ [الحجر: ٢] قالوا: إذا أُخْرِجَ أهلُ التَّوحيدِ من النَّارِ وأُدخِلُوا الجنَّةَ يَوَدُّ الذِينَ كَفَرُوا لو كانُوا مُسلمينَ (٣).


(١) قال ابن رجب فيه نظر، لأن مثل هذا الحديث وقع لأبي هريرة، أخرجه مسلم في "صحيحه" (٣١٦) وصحبته متأخرة عن نزول أكثر الفرائض، وكذا ورد نحوه عند أحمد (١٩٥٩٧) بإسناد حسن عن أبي موسى الأشعري، وكان قدومه في السنة التي قدم فيها أبو هريرة.
(٢) انظر الأحاديث السالفة برقم (٢٧٧٥ - ٢٧٨٣)، وانظر تمام تخريجها هناك.
(٣) أخرج عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٣٤٥ عن الثوري، عن حماد، عن إبراهيم في قوله تعالى: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ قال: إن أهل النار يقولون: كنا أهل شرك وكفر، فما شأن هؤلاء الموحِّدين؟ ما أغنى عنهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>