ورواه بنحوه عن الثوري، عن خُصيف، عن مجاهد. قال الحافظ ابن كثير بعد إيراده حديث عبد الرزاق: وهكذا روي عن الضحاك وقتادة وأبي العالية وغيرهم. قلنا: وقد ورد بذلك أحاديث مرفوعة، فقد أخرج ابن أبي عاصم في "السنة" (٨٤٣)، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" ١٤/ ٢ والطبراني في "الكبير"، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٢٤٢ من حديث أبي الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان، حدثنا خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله ﷺ: "إذا اجتمع أهل النار في النار، ومعهم من شاء الله من أهل القبلة يقول الكفار: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم، وقد صرتم معنا في النار، قالوا: كانت لنا ذنوب فأُخذنا بها، فيسمعُ الله ما قالوا، فأمر بمن كان من أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك أهل النار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنُخرَجَ كما أخرجوا" قال: وقرأ رسول الله ﷺ: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (١) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾. وهذا حديث صحيح رجاله ثقات غير خالد بن نافع الأشعري، وهو ممن يكتب حديثه في الشواهد والمتابعات. وله شاهد صحيح من حديث أنس الطويل في الشفاعة أخرجه أحمد (١٢٤٦٩)، والضياء في "المختارة" (٢٣٤٥)، وابن خزيمة في "التوحيد" ٢/ ٧١١ - ٧١٢، وفيه: وفرغ الله من حساب الناس وأُدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار، فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئًا؟! فيقول الجبار: فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسلُ إليهم فيُخرَجون وقد أمتحَشُوا (احترقوا واسودُّوا) فيُدْخَلُون في نهر الحياة، فينبُتُون فيه كما تنبُتُ الحِبَّةُ في غثاء السيل، ويُكتَبُ بين أعينهم: هؤلاء عتقاءُ الله، فيُذهَبُ بهم فيُدخَلون الجنةَ، فيقولُ =