للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أباهُ حَدَّثَهُ، عن كَعْبِ بنِ مالكٍ.

٣٣٦٠ - حدَّثنا محمَّدُ بنُ بشَّارٍ، قال: حدَّثنا عبدُ الرحمنِ بنُ مَهْدِيٍّ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ سَعْدٍ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُبَيْدِ بنِ السَّبَّاقِ، أنَّ زيدَ بنَ ثابِتٍ حَدَّثَه، قال:

بَعَثَ إليَّ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ مَقْتَلَ أهلِ اليَمامَةِ، فإذا عمرُ بنُ الخَطَّابِ عِنْدَه، فقال: إنَّ عمرَ قد أتانِي فقال: إنَّ القَتْلَ قد اسْتَحَرَّ بِقُرَّاءِ القُرآنِ يومَ اليَمامَةِ، وإنِّي لأخْشَى أن يَسْتَحِرَّ القتلُ بالقُرَّاءِ في المَواطِنِ كُلِّها، فيَذْهَب قُرآنٌ كَثِيرٌ، وإنِّي أرَى أن تأمُرَ بِجَمعِ القُرآنِ، قالَ أبو بكرٍ لعمرَ: كيفَ أفعلُ شيئًا لم يَفعَلْهُ رسولُ اللهِ ؟ فقالَ عمرُ: هو واللهِ خَيْرٌ، فلمْ يَزَلْ يُراجِعُنِي في ذلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي للذِي شَرَحَ صَدْرَ عمرَ، ورأيتُ فيهِ الذي رَأى.

قال زيدٌ: قال أبو بكرٍ: إنّكَ شابٌّ عاقِلٌ لا نَتَّهِمُكَ، قد كنتَ تَكْتُبُ لرسولِ اللهِ الوَحْيَ، فَتَتبَّعِ القُرآنَ، قال: فواللهِ لو كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ من الجبالِ ما كانَ أثْقَل عليَّ من ذلكَ، قلتُ: كيفَ تَفْعَلونَ شيئًا لم يَفْعَلْه رسولُ اللهِ ؟ فقال أبو بكرٍ: هو واللهِ خَيْرٌ، فلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُني في ذلِكَ أبو بكرٍ وعمرُ حتَّى شَرَحَ اللهُ صدْرِي لِلَّذي شَرَحَ له صَدْرَهُما: صدْرَ أبي بكرٍ وعمرَ.

فتتبَّعْت القُرآنَ أجْمَعُه مِن الرِّقَاعِ والعُسُبِ واللِّخَافِ - يعني الحجارةَ - وصُدُورِ الرِّجالِ، فَوَجَدْتُ آخِرَ سورةِ بَرَاءَةَ مع خُزَيمَةَ بنِ ثابتٍ ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>