قال: وكانَ إذا حَدَّثَ بهذا الحديثِ حَدَّثَ بهذا الحديثِ الآخَرِ:
٣٦٣٤ - قال: "كانَ مَلِكٌ من المُلُوكِ وكانَ لذلكَ المَلكِ كاهنٌ يَكْهُنُ لهُ، فقال الكاهنُ: انظُرُوا لي غُلامًا فَهِمًا أوْ قال: فَطِنًا لَقِنًا فأُعَلِّمهُ عِلْمي هذا، فإني أخَافُ أنْ أمُوتَ، فَينْقطعَ مِنْكُمْ هذا العلمُ ولا يكُون فيكُمْ من يَعْلَمُهُ. قال: فَنظَرُوا لهُ على مَا وَصَفَ، فأمروهُ أنْ يَحْضُرَ ذلك الكاهنَ، وأنْ يَخْتلِفَ إلَيْهِ، فَجعلَ يَخْتلفُ إلَيْهِ.
وَكَانَ على طَرِيقِ الغُلامِ رَاهبٌ في صَوْمَعةٍ - قال مَعْمرٌ: أحْسبُ أن أصْحابَ الصَّوَامع كانُوا يَوْمئذٍ مُسْلمينَ - قال: فَجعلَ الغُلامُ يَسْألُ ذلكَ الرَّاهبَ كُلَّما مَرَّ بهِ، فلم يَزلْ بهِ حتَّى أخْبرهُ، فقال: إنَّما أعْبدُ اللهَ. قال: فَجعلَ الغُلامُ يَمْكُثُ عِنْدَ الرَّاهبِ ويُبْطئُ عن الكاهنِ، فأرْسلَ الكاهنُ إلى أهْلِ الغُلامِ أنَّهُ لا يكادُ يَحْضُرُني، فَأخْبرَ الغُلامُ الرَّاهبَ بذلكَ، فقال لهُ الرَّاهبُ: إذا قال لَكَ الكاهنُ: أيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلْ: عِنْدَ أهْلي، وإذا قال لَكَ أهْلُكَ: أيْنَ كُنْتَ؟ فأخْبرهُمْ أنّك كُنْتَ عِنْدَ الكاهنِ.
قال: فَبيْنما الغُلامُ على ذلكَ إذْ مَرَّ بجماعةٍ من النَّاسِ كَثيرٍ قد حَبَستْهُمْ دابّةٌ، فقال بَعْضُهمْ: إنَّ تلْكَ الدَّابَّةَ كانَتْ أسَدًا. قال: فأخذَ الغُلامُ حَجرًا، فقال: اللهُمَّ إنْ كانَ ما يقولُ الرَّاهبُ حَقًّا فأسْألُكَ أنْ أقْتُلَهُ. قال: ثُمَّ رَمَى فَقتلَ الدَّابَّةَ. فقال النَّاسُ: من