قَتَلها؟ قالوا: الغُلامُ، ففَزعَ النَّاسُ، وقالوا: قد عَلمَ هذا الغُلامُ عِلْمًا لم يَعلمْهُ أحدٌ. قال: فَسمعَ بهِ أعمى، فقال لهُ: إنْ أنتَ رَدَدْتَ بَصَري، فَلكَ كذا وكَذا. قال: لا أُريدُ مِنكَ هذا، ولكن أرَأيتَ إنْ رَجَعَ إلَيكَ بَصرُكَ أتُؤْمنُ بالَّذِي رَدّهُ عَليكَ؟ قال: نَعم. قال: فدعَا اللهَ فرَدَّ عليهِ بَصرَهُ، فآمنَ الأعمَى.
فَبلغَ المَلكَ أمرُهُم، فَبعثَ إلَيهم، فأُتي بِهم، فقال: لأقتُلنَّ كُلَّ واحدٍ منكُم قِتْلةً لا أقتُلُ بها صَاحِبهُ، فأمرَ بالرَّاهبِ والرَّجُلِ الَّذِي كان أعمَى، فوضَعَ المِنْشَارَ على مَفْرِقِ أحَدهما فقتلهُ، وقَتلَ الآخَرَ بقِتلةٍ أُخرى.
ثُمَّ أمَرَ بالغُلامِ، فقال: انطَلقُوا بهِ إلى جَبلِ كَذا وكَذا، فألقُوهُ من رَأْسهِ، فانطلقُوا بهِ إلى ذلكَ الجَبلِ، فلمَّا انتَهوا إلى ذلك المكانِ الَّذي أرَادُوا أنْ يُلْقُوهُ مِنْهُ، جَعلُوا يتهافَتُون من ذلكَ الجَبلِ ويَتردَّوْنَ، حتَّى لم يَبْقَ منهُم إلَّا الغُلامُ.
قال: ثُمَّ رَجعَ، فأمرَ بهِ المَلكُ أنْ ينطلقُوا بهِ إلى البَحرِ، فيُلقُوه فيهِ، فانطُلِقَ بهِ إلى البَحرِ، فَغرَّقَ اللهُ الَّذين كانُوا معهُ وأنجاهُ، فقال الغُلامُ لِلمَلكِ: إنّكَ لا تَقتُلُني حتَّى تَصْلِبَني وتَرْمِيني، وتَقولَ إذا رَمَيْتَني: بسمِ اللهِ ربِّ هذا الغُلامِ. قال: فأمرَ بهِ فَصُلبَ ثُمَّ رَماهُ، فقال: بسمِ اللهِ ربِّ هذا الغُلام. قال: فوضَعَ الغُلامُ يَدهُ على صُدْغهِ حِينَ رُمِي ثُمَّ ماتَ، فقال الناسُ: لقد عَلِمَ هذا الغُلامُ عِلمًا ما عَلمهُ أحدٌ، فإنَّا نُؤمنُ بربِّ الغُلامِ. قال: فقيلَ