هي الشفاعة، يشهد لها قوله في آخر الدعاء:(حلت له شفاعتي)، لا يخلو عن خفاء؛ لأن مضمون الحديثين واحد، وهو: من سأل له الوسيلة حلت له شفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم-، فما الفرق؟ ويمكن أن يحمل الوسيلة في الحديثين على حصول القرب والدرجة يحصل بها من القدر والعزة له -صلى اللَّه عليه وسلم- ما تيسر به الشفاعة، والمراد بـ (المنزلة في الجنة) المنزلة عند اللَّه تعالى، وإنما قال:(في الجنة)؛ لأن أثرها يظهر في مراتب الجنة ودرجاتها، فافهم.
وقوله:(وأرجو) تواضع وتأدب منه -صلى اللَّه عليه وسلم- للحضرة الإلهية، كقول الخليل عليه الصلاة والسلام:{أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي}[الشعراء: ٨٢]، بل يحتمل أن يكون ذلك تيقنًا بالوقوع؛ لأن رجاء الحبيب لا يخيب.
وقوله:(أكون أنا هو) من إقامة الضمير المرفوع مقام المنصوب، والضمائر يستعار بعضها لبعض كقولهم: ما أنا كأنت، ويحتمل أن يكون الجملة خبرًا لـ (أكون).
٦٥٨ - [٥](عمر) قوله: (قال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه) يدل على تعيين