للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ،

ــ

إما متساويين أو متفاضلين، لا بالتفاضل المذكور فيه، واللَّه أعلم. والعلم بالمضاعفة بهذا العدد موكول إلى علم الشارع، وسيجيء بيانه في (باب فضل الجماعة).

وقوله: (ذلك) إشارة إلى أصل المضاعفة لوجود رفع الدرجات وحط الخطيئات.

وقوله: (لا يخرجه إلا الصلاة) أي: قصد إيقاعها على الوجه المأمور به، دون غرض آخر. و (الخطوة) بالضم: بُعد ما بين القدمين في المشي، وبالفتح: المرة، وجمعها خُطًا بضم الخاء، وخُطْوات بسكون الطاء وضمها وفتحها.

وقوله: (ما دام في مصلاه) وفي رواية للبخاري: (ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه)، ظاهره أن هذه الفضيلة تفوت بالذهاب إلى موضع آخر، وإن كان مشغولًا بالذكر، فكأنه جزاء المصابرة والمرابطة، وفضل الذكر باق، وبعض المشايخ اختاروا الخلوة لخوف تشويش أو تطرق رباء، واللَّه أعلم.

وقوله: (اللهم صلِّ عليه) بيان لقوله: (تصلي عليه) أي: يقولون هذا القول، ويطلبون من اللَّه الرحمة، فالصلاة من اللَّه الرحمة، ومن العباد سواء كانوا ملائكة أو ناسًا الدعاء والسؤال من اللَّه إنزال الرحمة، وما اشتهر من أن الصلاة من الملائكة الاستغفار فكأنه أخذ من قوله: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الشورى: ٥]، لا أن معنى الصلاة الاستغفار، فإنهم إنما يطلبون من اللَّه أن يصلي، والصلاة من اللَّه الرحمة، فافهم، فالحق أحق أن يتبع.

<<  <  ج: ص:  >  >>