للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ".

وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ: "إِذَا دَخَلَ الْمَسْجدَ كَانَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ". وَزَادَ فِي دُعَاءَ الْمَلَائِكَةِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٦٤٧، م: ٦٤٩].

ــ

وقوله: (ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة) إشارة إلى فضيلة استدامته في مصلاه، واقتضائه المضاعفة بانتظار الصلاة الآتية بجلوسه في مصلاه، وسببيَّته لدعاء الملائكة.

وقوله: (ما لم يؤذ فيه) أي: أحدًا ممن لا يجوز إيذاؤه.

وقوله: (يحدث) بدل من سابقه فيكون مجزومًا، وروي بالرفع بأنه استئناف، وهذان الوجهان في رواية: (ما لم يؤذ يحدث فيه) بترك كلمة (لم)، وأما على تقدير وجود (لم) كما أورده المؤلف فهو بدل، أو عطف بحذف حرف العاطف، و (يحدث) بالتخفيف من الحدث لانتقاض طهره وزوال تأهله للصلاة وانتظاره لها، وأيضًا إن أحدث حُرِم استغفارَهم لتأذيهم برائحته الخبيثة، كذا في (مجمع البحار) (١). وقد يشدد من التحديث، وهو خطأ، كذا قال الطيبي (٢). وقال الكرماني (٣): وفي بعض الروايات: (بحدث) بلفظ الجار والمجرور متعلق بـ (يؤذ)، أي: لم يؤذ الملائكة بحدث، وفي بعضها من باب التفعيل، أي: ما لم يتكلم بكلام الدنيا.

وقوله: (متفق عليه) قيل: فيه نظر لأنه ليس في رواية البخاري: (اللهم تب عليه)،


(١) "مجمع بحار الأنوار" (١/ ٤٥٤).
(٢) "شرح الطيبي" (٢/ ٢٣١ - ٢٣٢).
(٣) "شرح الكرماني" (٤/ ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>