للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنهمْ". قَالَ: قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ. قَالَ: "كَانَ نبَيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ".

رَوَاهُ مُسْلِمٌ، قَوْلُهُ: لَكِنِّي سَكَتُّ،

ــ

عما كانوا يريدون فعله.

وقوله: (فلا يصدنهم) عن ذلك، أي: ينبغي أن لا يتشاءموا به ولا يتَّبعوه ولا يعملوا بمقتضى ذلك؛ لأنه لا تأثير لذلك، وإنما الكل بقدرة اللَّه، ولا مؤثِّر إلا هو، وهذا منع عن الشرك الخفي وهداية إلى الدين الخالص، وقد يقال: معنى (فلا يصدنهم) أي: عن الصراط المستقيم، وهو دين الإسلام وتوحيد الوجه.

وقوله: (ومنا رجال يخطون) إشارة إلى علم الرمل وخطوطه وتعريف الأحكام والأحوال والمغيبات عنها.

وقوله: (كان نبي من الأنبياء) قيل: هو إدريس، وقيل: دانيال عليهما السلام.

وقوله: (فمن وافق خطه) روي بالنصب والرفع، والأول أكثر وأظهر.

وقوله: (فذاك) أي: هو المصيب، قيل: لم يصرح -صلى اللَّه عليه وسلم- بالنهي عن الاشتغال به كما نهى عن الإتيان إلى الكهان والتطير؛ لنسبته إلى بعض الأنبياء، لئلا يتطرق الوهم إلى نقصانهم، وإن كان الشرائع مختلفة ومنسوخة، بل ذكر على وجه يحتمل التحريم والإباحة، وقال المحرمون -وهم أكثر العلماء-: علق الإذن فيه على موافقة خط ذلك النبي، وهي غير معلومة، إذ لا يعلم بتواترٍ أو نصٍّ منه -صلى اللَّه عليه وسلم- ومن أصحابه أن الأشكال التي لأهل علم الرمل هي التي كانت لذلك النبي.

وقيل: المراد موافقة الخط في الصورة وقوة الفراسة التي هي نور في القلب يلقيه اللَّه فيه حتى ينكشف له بعض المغيبات ويصادف الصواب، ولا يعرف وجوده في

<<  <  ج: ص:  >  >>