أو معنويًّا، ويقبض الأرواح عن الأشباح عند الإماتة، ويبسط الأرواح -أي ينشرها فيها- عند الإحياء، ويمكن أن يعتبر ذلك في النوم والاستيقاظ، ويقبض القلوب فيضيقها بما يكشف لها من صفات جلاله، [و] يبسطها بصفات جماله.
وقيل: يقبض الصدقات عن الأغنياء، ويبسط الأرزاق للفقراء.
ومن عرف اللَّه أنه القابض والباسط رأى القبض عدلًا منه فيصبر، والبسطَ فضلا منه فيشكر عليه.
قال الإمام الغزالي (١): القابض والباسط من العباد من يبسط قلوب العباد بما يبشرهم به من آلاء اللَّه ونعمائه، ويقبضها بما ينذرهم بها من جلال اللَّه وكبريائه، وفنون عذابه وبلائه، وقيل: يكون ذا قبض وضنَّةٍ على الأسرار الإلهية على غير أهلها، وبسطُه إفاضة لها على أهلها.
وللقوم كلام في معنى القبض والبسط وآدابهما، وقد أوردت منه في شرح (فتوح الغيب) لسيدنا ومولانا القطب السامي محي الدين عبد القادر الجيلاني رحمه اللَّه ناقلًا من كلام السيد الأستاذ القطب أبي الحسن الشاذلي على ما نقله الشيخ الولي العارف باللَّه علي المتقي ما لا يُرى ذلك التفصيل في كتبهم فعليك بها.