للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالبَيْهَقِيُّ فِي "الدَّعْوَاتِ الْكَبِيْرِ". وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: ٣٥٠٧، "الدعوات الكبير": ١/ ٣٧٧].

ــ

الْيَوْمَ}، وجوابَ: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}، من غير حرف وصوت، ويوقنون بأن الملك والملكوت للَّه ليس له شريك ومساهم، عظم ملكه وجل جلاله.

والتخلق فيه يتصور على نحو ما ذكرنا في معنى الباقي، اللهم اجعلنا وارثين العلم والدين من سيد أنبيائك وسند أصفيائك، اللهم متّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوانا، واجعله الوارث منّا، آمين.

وقوله: (الرشيد) هو الذي تنساق تدبيراته إلى غاياتها على سَنَن السداد من غير استشارة واسترشاد، وقيل: هو بمعنى المُرشد، واللَّه تعالى رشد كلَّ عبد بقدر هدايته في تدبيراته إلى الصواب في مقاصد دينه ودنياه، ممن استشاره من جنابه، واستخاره في مبدئه ومآبه، والتجأ إليه وسقط على بابه، اللهم أرشدنا وألهمنا الصواب، واجعلنا راشدين مصيبين في كل باب.

وقوله: (الصبور) هو الذي لا يستعجل في مؤاخذة العصاة ومعاقبة المذنبين، والفرق بينه وبين الحليم: أن الصبور يُشعر بأنه يعاقب بالآخرة بخلاف الحليم.

وقال الإمام الغزالي (١): هو الذي لا تحمله العَجَلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه، بل ينزل الأمور بقدر معلوم، ويجريها على سَنَن محدود، ولا يؤخرها عن آجالها المقدرة تأخير متكاسل، ولا يقدمها على أوقاتها تقديم مستعجل، بل يودع كل شيء في أوانه على الوجه الذي يجب أن يكون، وكما ينبغي أن يكون، وكل ذلك في حق اللَّه سبحانه من غير مقاساة داع على مضادة الإرادة.


(١) "المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء اللَّه الحسنى" (ص: ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>