وقوله:(ما يتعاظم) صيغة التفاعل للمبالغة، أي: يجد أحدنا التكلم به في غاية العظم لاعتقاد القلب بنقيضه يقينًا.
و(أحدنا) مرفوع، وقال الطيبي (١): ويجوز النصب، أي: يعظم [ويشق التكلم به] على أحدنا، كأنه يريد نصبه على الحذف والإيصال، ولا يخفى بُعده، ثم لا يدرى أن قوله:(ويجوز النصب) ما معناه؟ إما بالرواية أو بمجرد احتمال العربية، فلا يجدي الثاني نفعًا، فهلا يقول: يروى بالنصب؟ واللَّه أعلم.
وقوله:(أوقد وجدتموه) مثل هذه العبارة في القرآن والأحاديث كثيرة، وإعرابها أن الهمزة للاستفهام والواو للعطف على مقدر من فعل عام، أي: حصل أو وجد ذلك، وقد وجدتموه، وفيه تكرير وتأكيد.
وقوله:(ذاك) إشارة إلى التعاظم أو وجدانكم إياه عظيمًا (صريح الإيمان)، لأن التعاظم إنما يكون لاعتقاد بطلانه، ولخوف اللَّه وخشيته وتعظيمه، وكله من الإيمان.
٦٥ - [٣](عنه) قوله: (فيقول) وهذا القول وأمثاله هو الذي أجمله في الحديث السابق بقوله: (ما يتعاظم أحدنا).
وقوله:(فإذا بلغه) أي: بلغ الشيطان هذا القول، وهو: مَنْ خَلَقَ ربك،