ما يدخل في الإدراك فهو صفة ونور من أنواره، واللَّه تعالى وراءه، وتعالى اللَّه عن أن تدركه العقول والبصائر، ولو كشفت وأزيلت أنوار الصفات وتجلى الذات البحت، لأحرقت تجليات ذاته الخلائق، واضمحلت الأكوان بسطوة أحدية الذات ولم يبق إلا اللَّه الواحد القهار.
و(سبحات) بضمتين: جمع سبحة بالضم والسكون كغرفة وغرفات، قال أبو عبيد: وهو نور وجهه، وقال في (القاموس)(١): سبحات وجه اللَّه: أنواره، ولا يخفى أنها تكون غير النور الذي هو حجابه؛ لأنه فرض مكشوفًا، فهذا نور الذات وتلك أنوار الصفات على ما بينا، أفردت لإرادة الجنس وكأنه سمي سبحة لأن الرائين من الملائكة وغيرهم يسبحون عند رؤيته لما يروعهم ويدهشهم من جلال اللَّه وعظمته، والمراد بما انتهى إليه بصر المخلوقات؛ لأن بصر اللَّه يحيط بجميع الكائنات ويصل إلى نهايتها.
٩٢ - [١٤](أبو هريرة) قوله: (يد اللَّه ملآى) قد علم الاختلاف في تأويل أمثال هذه الألفاظ وتركه والتوقف في كيفيتها، والمناسب للمقام تأويل اليد بالنعمة والنوال، وقيل: المراد باليد الخزائن، والتحقيق أن هذه العبارات كنايات عن معاني