وقوله:(فيكره الرجل) اللام للعهد الذهني (البعث) أي: بعثَ الإمامِ إياه أي: الخروجَ مع الجيش إلى الغزو بلا أجرة، (فيتخلص) أي: يخرجُ ويفرُّ من قومه طلبًا للخلاص من الغزو، (ثم يتصفح القبائل) أي: بعد أن فارق هذا الرجلُ المتقاعدُ عن الغزو لوجه اللَّه يتفحَّص ويتتبع القبائل عارضًا نفسه عليهم قائلًا: (من أكفيه بعث كذا) أي: مَن يُعطِيني ويشترطُ لي شيئًا من الأجرة ويأخذني أجيرًا أكفيه مؤنة جيش كذا كما يكفيني هو مؤنتي؟
وقوله:(ألا وذلك الأجير) ألا حرف تنبيه و (ذلك) إشارة إلى الرجل الذي يكره البعث لوجه اللَّه ويرغب فيه للأغراض الدنيوية، وذلك مبتدأ والأجير خبره وتعريف الخبر للحصر.
وقوله:(إلى آخر قطرة من دمه) أي: إلى القتل، يعني أنه وإن قُتِلَ فهو أجيرٌ ليس غازيًا، وفي هذه العبارة مبالغة في نفي ثواب الغزو عنه، أي: هو أجيرٌ ليس له إلا الجُعْلُ المشروط، وظاهره أنه لا سهمَ له، فهذا الحديث أيضًا يدل على نفي السهم له، نعم حديثُ يعلى بن أمية أصرحُ وأظهرُ في ذلك، فافهم.
٣٨٤٤ - [٥٨](يعلى بن أمية) قوله: (آذن) بالمد، أي: أعلَمَ.