واليوم الرابع والعشرون نحس؛ لأن اللَّه تعالى خلق فيه فرعون، وفيه ولد، وفيه ادعى الربوبية، وفيه أغرق، وفيه أرسل الطوفان والجراد والقمل والضفادع. واليوم الخامس والعشرون نحس؛ لأن فيه شق نمرود بطن أربعين امرأة، وفيه طرح الخليل في النار، وفيه عُقرت ناقة صالح، وفيه دمدم اللَّه عليهم العذاب، وقال: ويوم الأربعاء آخر يوم في الشهر نحس؛ لأن اللَّه تعالى أرسل فيه الريح على قوم هود والصيحة على قوم ثمود، وقد صح عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يوم الأربعاء يوم نحس مستمر، وقال تعالى:{فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ}[القمر: ١٩]، والمراد منه يوم الأربعاء.
وعن علي -رضي اللَّه عنه- أنه يستحب للعاقل أن يجتنب في هذه الأيام شراء البهائم والخدم والدخول على النساء وكري الأنهار وغرس الثمار ولبس الثياب الجدد والنكاح والتزويج والسفر، هكذا ذكر في هذا الكتاب، وفي صحة هذا الكلام مقال، والحق أنه لم يثبت من السلف الصالحين اتباع أحكام النجوم في السعادة والنحوسة ورعاية الأيام والأوقات، بل السبيل الاستخارة والتوكل على اللَّه، ثم الشروع في الأمر مع رعاية الآداب والأحكام الواردة في السنة، نسأل اللَّه العافية.
وروى السيوطي عن علي -رضي اللَّه عنه- أنه كان متوجهًا إلى سفر للجهاد، فقال أحد من أصحابه: لا تسافر اليوم وسافر اليوم الفلاني، فقال -رضي اللَّه عنه-: لئن كان في يدي سيف لضربت عنقك بذلك السيف، كنا مع أبي القاسم محمد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم نسمع عنده يذكر أن اليوم الفلاني يسافر ولا يسافر في اليوم الفلاني، أو كما قال، ومن اللَّه الهداية والتوفيق.
٣٨٩٣ - [٢](عبد اللَّه بن عمر) قوله: (لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم)