ورفق وتيسير، وهذا من حقوق الصحبة والإمارة لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (يسِّرُوا ولا تُعسِّرُوا).
وقوله:(اغزوا) غزا العدو: سار إلى قتالهم وانتهابهم.
وقوله:(فلا تغلّوا) من الغُلُول وهو الخيانة في الغنيمة، (ولا تغدروا) من الغَدْر، وهو نقض العهد، (ولا تمثلوا) من المُثْلَة (١)، وتكرير (اغزوا) للتأكيد ولربط ما بعده مستقلًا.
وقوله:(وإذا لقيت عدوك) خطاب للأمير، فإن دعوة الكفار بالإسلام والتحول إلى دار المهاجرين ونحو ذلك من مناصب الأمراء والغزاة والمقاتلة يعم المسلمين كلهم.
وقوله:(أو خلال) من شك الراوي في اللفظ، والخلال جمع خَلَّة بالفتح بمعنى الخَصْلة، والخصال الثلاث: الإسلام وإعطاء الجزية والمقاتلة، و (ما) في (ما أجابوك) زائدة.
وقوله:(وكف عنهم) أي: امتنع، وكفَّ يجيء لازمًا ومتعديًا، فأشار إلى الخصلة الأولى بقوله:(ثم ادعهم إلى الإسلام)، وروي في غير رواية مسلم:(ادعهم) بإسقاط ثم وهو الأظهر، وقيل:(ثم) زائدة، ورَدَت لاستفتاح الكلام والأخذ فيه والتراخي في البيان.
(١) قال القاري (٦/ ٢٥٢٨): وفي نسخة من باب التفعيل.