مع نصب عجوة على أنه تمييز، أو جرها على أنه عطف بيان، والعجوة بفتح المهملة وسكون الجيم: نوع من تمر المدينة يضرب إلى السواد من أجود تمرها، يقال: إنه من غرس النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد ورد:(العجوة من الجنة)، وقد ثبت غرسه في قضية إسلام سلمان الفارسي -رضي اللَّه عنه- كما في (شمائل الترمذي)، ويحتمل أن يكون في غيرها، واللَّه أعلم. (والسم) مثلثة السين والفتح أشهرها، وكذلك سم الخياط، والمراد هنا إما القاتل المعروف، أو ما يشمل سموم الحية والعقرب وأمثالهما المسماة سامة، وقد وقع الاستعاذة من شرها في قوله:(من شر السامة والهامة).
٤١٩١ - [٣٣](عائشة) قوله: (إن في عجوة العالية) الإضافة إلى (العالية) لأنها لا تكون إلا في تلك النواحي من المدينة ولو كان في غيرها أيضًا، لعل هذه الخاصية اختصت بها، وفي رواية لمسلم:(من أكل سبع تمرات من بين لابتيها)، ويفهم منه وجود هذه الخاصية في جميع تمرات المدينة، ويمكن تخصيصها بالعجوة من العالية بقرينة باقي الأحاديث.
وقوله:(وإنها ترياق) وهو بكسر التاء وضمها: دواء مركب معروف، ومنه الترياق الفاروق، وقد يكون خرزة يدفع السم بالخاصية، وهذه الجملة إما مبنية إن خص الشفاء بالسم كما يفهم من الحديث السابق أو تخصيص بعد التعميم إن عم، وقد جاء في بعض الروايات:(شفاء لكل داء)، فتعين التخصيص.
وقوله:(أول البكرة) متعلق بقوله: (ترياق) لكونه في معنى نافعة للسم، ثم