للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَعَزِيزٍ، وَعَتَلَةَ، وَشَيْطَانٍ، وَالْحَكَمِ، وَغُرَابٍ، وَحُبَابٍ، وَشِهَابٍ، وَقَالَ: تَرَكْتُ أَسَانِيدَهَا لِلاخْتِصَارِ.

ــ

يدل على العصيان وعدم الإطاعة والانقياد، وشعار المؤمن الإطاعة والاستسلام، (وعزيز) دال على العزة والغلبة، ودأب العبد الذل والخضوع، والعزة وإن كانت ثابتة للمؤمن ولكنه بإعزاز اللَّه الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، وشأنه في نفسه الذل ولا يصح ادعاؤه لنفسه، والتسمية به تنبع عن الادعاء. (وعتلة) بفتحات: المدرة الكبيرة تنقلع من الأرض [إذا أثيرت]، وحديدة كأنها رأس فأس، والعصا الضخمة من حديد لها رأس مُفَلْطَحٌ يُهدم بها الحائط، وبيرم النجار، وهي تشعر بالغلظة والشدة والخشونة، وصفات المؤمن خلاف ذلك، (وشيطان) إن اعتبر ما في أصل معناه الذي هو الشَّطَن من البعد والخبث، يقال: بئرٌ شَطونٌ: بعيدة القعر، والشاطن: الخبيث، أو الشوط من الطرد والإعياء والاحتراق والهلاك، فذاك، وإن اعتبر اسم إبليس فظاهر.

(والحكم) قد علم أنه الحاكم الذي لا يرد حكمه، ولا حاكم إلا اللَّه، (وغراب) إن اعتبر أصل معناه ففيه معنى البعد والذهاب والتنحي والحدة والنشاط والتمادي والغربة، وإن اعتبر اسمًا للطائر المعروف فهو أخبث الطيور؛ لوقوعه على الجيف والقاذورات، (وحباب) اسم للحية وجمع حبابة: دويبة سوداء مائية، واسم الشيطان، (وشهاب) اسم شعلة نار ساطعة يرمى بها الشياطين، فكرِه التسمية بهذه الأسماء، ثم إنهم لم يذكروا أسماء غيَّرها إليها، واللَّه أعلم.

وقوله: (وتركت أسانيدها للاختصار) لأنه لا يتعلق بها غرض واجب شرعي يهتم بصحة إسناده أو ضعفه، بل هو أمر استحساني يعمل به على وجه الاستحسان وإن ضعف الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>