للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٧٧٧ - [٢٨] وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ -أَوْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لِأَبِي مَسْعُودٍ-: مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ فِي زَعَمُوا؟ ". قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. . . . .

ــ

٤٧٧٧ - [٢٨] (أبو مسعود الأنصاري) قوله: (في زعموا) أي: في شأن هذه اللفظة ومعناها، والزعم بضم الزاي وفتحها قريب من معنى الظن، كذا في (النهاية) (١)، وفي (الصراح) (٢): زعم: كَفتن أز باب نصر ينصر، وفي (المجمل): الزعم قول بلا صحة واعتماد، وفي (القاموس) (٣): الزعم مثلثة: القول الحق والباطل والصدق والكذب، ضد، وأكثر ما يقال فيما شك فيه.

وقوله: (بئس مطية الرجل) أي: زعموا، والمخصوص محذوف، وفيه وجهان:

أحدهما: أنه شبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه يتوصل به إلى غرضه ومقصوده منه بالمطية، أي: المركب الذي يصل به إلى حاجته، يعني أن (زعموا) بئس مطية يجعلها المتكلم مقدمة كلامه، والمقصود أن الإخبار بخبر مبناه على الشك والتخمين دون الجزم واليقين قبيح، بل ينبغي أن يكون لخبره سند وثبوت، ويكون على ثقة من ذلك لا مجرد حكاية على ظن وحسبان كما جاء في الحديث: (كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع)، وفي المثل: زعموا مطية الكذب.

وثانيهما: أنه لا ينبغي للرجل أن ينسب الزعم والكذب إلى الناس ويقول:


(١) "النهاية" (٢/ ٣٠٣).
(٢) "الصراح" (ص: ٤٧٤).
(٣) "القاموس المحيط" (ص: ١٠٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>