للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شَيْءٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ،

ــ

ابن عوف بن عقدة بن غيرة -بكسر الغين المعجمة- ابن عوف بن قسي، وهو ثقيف، كان أمية يتعبد في الجاهلية ويؤمن بالبعث وينشد في إثباته الشعر المليح، وأدرك الإسلام ولم يسلم، ثبت في (صحيح مسلم) عن الشريد بن سويد، فذكر الحديث، ومن شعره ما رأيته منقولًا عن البغوي أنه قال: روي عن أمية أنه لما غشي إليه أفاق فقال:

كل عيش وإن تطاول دهرًا ... صائرٌ مَرّة إلى أن يزولا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في قلال الجبال أرعى الوعولا

إن يوم الحساب يوم عظيم ... شاب فيه الوليد يومًا ثقيلا

قال الدميري: وذكر عن السهيلي (١) أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما سمع قول أمية:

لك الحمد والنعماء والفضل ربّنا ... فلا شيءَ أعلَى منك حمدًا ومجدًا

قال: آمن شعر أمية وكفر قلبه، وهو أول من كتب باسمك اللهم، ومنه تعلمت قريش، فكانت تكتب كذلك في الجاهلية.

قال: ولتعلم أمية هذه الكلمة سبب عجيب ذكره المسعودي، وذلك أن أمية كان مصحوبًا تبدو له الجن، فخرج في عير قريش، فمرت بهم جنِّية فقتلوها، فاعترضت لهم جنّية تطلب بثأرها وقالت: قتلتم فلانة، ثم ضربت الأرض بقضيب فنفرت الإبل، فلم يقدروا عليها إلا بعد عناء شديد، فلما جمعوها جاءت فضربت ثانية فنفرتها، فلم يقدروا عليها إلى نصف الليل، ثم جاءت فنفرتها، حتى كادوا أن يهلكوا بها


(١) "التعريف والإعلام" للسهيلي (ص: ٦١ - ٦٢)، و"حياة الحيوان" (٢/ ٢٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>