في الملأ الأعلى، ويحتمل أن يكون المراد الحكم بالصديقية وإثبات الصفة له، والمقصود إظهار ذلك في الناس وإعلامهم له بهذه الصفة وبهذا الاسم في قلوبهم وعلى لسانهم، على قياس قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}[مريم: ٩٦]، وعلى هذا القياس التقرير في الكذب.
٤٨٢٥ - [١٤](أم كلثوم) قوله: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيرًا وينمي خيرًا) حاصله أن الكذب ورفع الحديث لإصلاح ذات البين جائز، وليس هو من النميمة والكذب المذموم؛ فإن النميمة رفع الحديث إشاعة له وإفسادًا، ثم الظاهر من العبارة أن يكون (الكذاب) اسم (ليس) وخبره (الذي يصلح)، أي: ليس الكذب المذموم في الدين المصلح بل غيره، ويجوز أن يكون خبرًا مقدمًا على الاسم، ويؤيده ما جاء في بعض الروايات: ليس بالكذاب.
وقوله:(ينمي) بفتح الياء وسكون النون مخففة الميم، وقال عياض في (المشارق)(١): قال أبو عبيد: نمى الحديث مخفف الميم، أي: أبلغه، ونميته إلى غيري