للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٢٦ - [١٦] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، كَذَلِكُمُ الْبِرُّ، كَذَلِكُمُ الْبِرُّ"، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ. رَوَاهُ فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ"، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي "شُعَبِ الإِيمَانِ". وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ: "نِمْتُ فَرَأَيْتُنِيْ فِي الْجَنَّةِ" بَدْلَ "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ". [شرح السنة: ٣٤١٨، شعب: ٧٤٦٧].

ــ

الرزق) (١)، فقلت: يا سيدي كيف هذا وقد نرى أكثر أبناء الزمان مبتلى بهذه الخطيئة وهم مرزوقون أكثر من غيرهم؟ فسكت الشيخ وأطرق مليًّا، ثم رفع رأسه وقال: يا هذا! يعلم من ذلك أن أصل الإيمان قلع من أراضي قلوبهم؛ لأن هذه الأجزية والعقوبات إنما هي في شأن المؤمنين لينتهوا ويكفوا عن سيئاتهم، وأما الكافرون فمتروكون على ما هم عليه لعدم توقع انتباههم؛ لأنه طبع على قلوبهم، كالمريض الذي يرجى شفاؤه يحمى ويمنع من تناول ما يضره، وأما المريض الذي لم يبق له رجاء وتوقع في شفائه، فيترك على ما هو عليه، يتناول ما شاء؛ لليأس عن عوده إلى الشفاء، كذلك هؤلاء لم يبق فيهم إيمان وعود، فتركوا على ما هم عليهم، نسأل اللَّه العافية، ونعوذ باللَّه من غضب اللَّه.

٤٩٢٦ - [١٦] (عائشة) قوله: (كذلكم البر) إشارة إلى ما ذكر من الدرجة العليا، أي: مثل ذلك جزاء البر، أي: بر الوالدين، والبر يستعمل في بر الوالدين كالصلة في صلة الأرحام كما قلنا، وهذا قول الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بدليل خطاب الجمع، إذ لو كان قول الملائكة لقيل ذلك خطابًا له -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولما كان هنا محل أن يقال: إن البر يشترك فيه كثير من الناس قال: (وكان أبر الناس بأمه) والزيادة في (أبر) إضافية على


(١) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٤٤٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>