للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ". وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ، "وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: ٢٨٦٥].

٤٩٦١ - [١٥] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ١٣، م: ٤٥].

ــ

القدسي: (كنت كنزًا مخفيًا)، ويؤيده التعدية باللام.

وقوله: (يخادعك عن أهلك ومالك) أي: خداعًا صادرًا عن إرادة الخداع في أهل الناس وأموالهم، والمعنى يظهر العفة والأمانة وهو بصدد الخيانة.

وقوله: (وذكر) أي: النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (البخل أو الكذب) أي: البخيل أو الكاذب، قال الطيبي (١): لعل الراوي نسي لفظ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر بهذه الصيغة، يعني أراد أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذكر لفظًا يفهم منه معنى البخل أو الكذب، ولا يدري قال: والبخل أو الكذب أو لفظًا غيره، ثم المذكور في أكثر الروايات (أو الكذب) بـ (أو) للشك، وفي بعضها بالواو؛ فإن كان بـ (أو) يكون (الشنظير الفحاش) أي: السيء الخلق الذي يفحش في كلامه خامسًا، وإن كان بالواو تم الخمسة بهما، والشنظير الفحاش من وصف الكذب أو البخل؛ لأنهما في معنى البخيل الكاذب، وعلى الأول الأظهر أن يكون مرفوعًا عطفًا على رجل، ويحتمل أن يكون منصوبًا عطفًا على البخل أو الكذب، وعلى الثاني يكون منصوبًا البتة، أي: ذكر البخل والكذب، وذكر وصفهما الشنظير والفحاش، فليتدبر.

٤٩٦١ - [١٥] (أنس) قوله: (لا يؤمن عبد) أي: لا يتم ولا يكمل إيمانه (حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) أي: من الخير، وقد ذكر في بعض الروايات صريحًا،


(١) "شرح الطيبي" (٩/ ١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>