للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَحْسِنْ خُلُقَكَ لِلنَّاسِ". رَوَاهُ مَالِكٌ. [م: ٢/ ٩٠٢].

٥٠٩٦ - [٢٩] وعَنْ مَالِكٍ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ حُسْنَ الأَخْلَاقِ". رَوَاهُ فِي "الْمُوَطَّأ". [م: ٢/ ٩٠٤].

٥٠٩٧ - [٣٠] وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. [حم: ٢/ ٣٨١].

ــ

وقوله: (أحسن خلقك للناس) أي: افعل بكل منهم ما يليق ويحسن بحاله، وما يوصله إلى الكمال والسعادة، والجهاد مع الكافرين والمنافقين، والتغليظ حيث ينفع التغليظ وتليين القول في مقامه من تحسين الخلق معهم.

٥٠٩٦، ٥٠٩٧ - [٢٩، ٣٠] (مالك) قوله: (بعثت لأتمم حسن الأخلاق) وفي بعض الروايات: مكارم الأخلاق، قال السيوطي (١): كانت العرب أحسن أخلاقًا بما بقي عندهما من آثار شريعة إبراهيم عليه السلام، ولكنهم قد ضلوا بالكفر عن كثير منها، وخلطوا بها أحكام الجاهلية، فبعث -صلى اللَّه عليه وسلم- ليتمم محاسن الأخلاق، انتهى.

قال اللَّه تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: ٢]، وهو -صلى اللَّه عليه وسلم- كان جامعًا لجميع خصائل الأنبياء وكمالاتهم صلوات اللَّه عليهم أجمعين، مع ما يخص به من الفضائل والكرامات، وقد تمت به دائرة النبوة، وختمت به، فلم يبق شيء من الكمالات التي تترقب للإنسان، فلا حاجة إلى بعث نبي آخر، وإنما بقي الاحتياج إلى من يحفظه، وهم علماء أمته الحافظون لشريعته، كأنبياء بني إسرائيل الذين حفظوا دين موسى، وأقاموا أحكام التوراة بعده، بل الحافظ في الحقيقة والمتكفل لحفظ هذا الدين القويم هو اللَّه سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩]، قالوا: وَكَّلَ اللَّه تعالى


(١) "تنوير الحوالك" (٢/ ٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>