حفظ التوراة إلى الأحبار والربانيين الذين استحفظوا من كتاب اللَّه، فلا جرم تطرق إليه التحريف والتغيير.
وقال سبحانه في القرآن المجيد:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٩]، فلم يتطرق إليه التغير بالزيادة والنقصان إلى يوم القيامة، فتتميمه -صلى اللَّه عليه وسلم- مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال بالزيادة بعد النقصان، وبالجمع بعد التفريق إلى أن نزل قوله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: ٣]، فارتحل -صلى اللَّه عليه وسلم- من هذ العالم، وترك بعده خلفاء رضوان اللَّه عليهم أجمعين.
٥٠٩٨ - [٣١](جعفر بن محمد) قوله: (الحمد للَّه الذي حسن خلفي وخلفي، وزان مني ما شان من غيري) هذا صادق في حقه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الإطلاق كمالًا وتمامًا، وهو مضمون قوله:(بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وأما الأمة فإن قالوا اتباعًا واقتداء به -صلى اللَّه عليه وسلم- صح، كما قيل في قوله:(وأنا أول المسلمين) على قصد التلاوة مع أنه صادق في الجملة، ولعل الأحسن للأمة العمل بما في الحديث الآتي.
٥٠٩٩ - [٣٢](عائشة) قوله: (اللهم حسنت خلقي فأحسن خلقي) وفي رواية