يدل على تخصيص هذا الحكم بالفقراء من المهاجرين والأغنياء منهم، وقد دل بعض الأحاديث على إطلاقه وعلى كون القبلية بخمس مئة عام، ولعل ذلك في غير المهاجرين من الأصحاب، وبهذا يندفع المنافاة بين هذا الحديث وبين الحديث الآتي في أول (الفصل الثاني) من حديث أبي هريرة: (يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمس مئة عام)، ففقراء المهاجرين يتقدمون على أغنيائهم بأربعين عامًا؛ لأن بعض أغنياء المهاجرين كانوا من فضلاء الصحابة وأكابرهم، بل أفضل من الفقراء، كالذين هم من العشرة، وعلى غير المهاجرين من الأغنياء يتقدمون بخمس مئة، سواء كان الفقراء من المهاجرين أو من غيرهم، ومن الأصحاب ومن غيرهم.
وقيل: إن الفقراء الذين في قلوبهم ميل ورغبة إلى الدنيا يتقدمون على الأغنياء بأربعين، والزهاد من الفقراء يتقدمون بخمس مئة، فتدبر، والمراد بالخريف العام؛ لأن العرب يبتدؤون العام بالخريف، سمي خريفًا لأنه تخرف فيه الثمار، أي: تجتنى.
٥٢٣٦ - [٦](سهل بن سعد) قوله: (فقال) الضمير للرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكذلك ضمير (عنده).
وقوله:(جالس) مجرور صفة أخرى، أو مرفوع فاعل الظرف، والجملة صفة.
وقوله:(ما رأيك) أي: ما اعتقادك في هذا الرجل خير أو شر.
وقوله:(فقال) أي: الرجل عنده، و (رجل) خبر مبتدأ محذوف، أي: هو رجل، وفي آخر الحديث (هذا خير) إشارة إلى الرجل المتأخر المار الذي استحقره الرجل،